حرائق الغابات في كولومبيا أتت على أكثر من 17 ألف هكتار

حرائق الغابات في كولومبيا أتت على أكثر من 17 ألف هكتار

أتت حرائق غابات على أكثر من 17 ألف هكتار في كولومبيا منذ نوفمبر الماضي، وفق ما أعلنت السلطات، الجمعة، فيما تواجه البلاد أكثر أشهر يناير حرا منذ عقود.

وسُجِّل أكثر من 340 حريقا في تلك الفترة مهدت لها فترات طويلة من الجفاف ودرجات حرارة مرتفعة قياسية وظاهرة إل نينيو المناخية على ما قالت وزيرة البيئة سوزانا محمد، مضيفة أن 26 حريقا ما زالت مشتعلة، وفق وكالة فرانس برس.

ومنذ الاثنين، تكافح كولومبيا حرائق عدة قرب العاصمة، بما فيها حرائق في الجبال المطلة على بوغوتا، ونصحت السلطات السكان الذين يعيشون في محيط المناطق المتضررة بتجنب الخروج بسبب سوء نوعية الهواء. 

وقالت وزيرة البيئة في مؤتمر صحفي "اليوم، هناك حريق في نيفادا ديل كوكوي"، وهي محمية طبيعية تقع على مسافة نحو 250 كيلومترا شمال شرق بوغوتا.

وأضافت أن ألسنة اللهب كانت عند نقطة "مرتفعة جدا" في المحمية وبالتالي أرسلت مروحية لتقييم الوضع.

ويشتعل حريق على مسافة تبعد حوالي 900 متر من حي إل بارايسو شرق بوغوتا.

علاج السكان

وأفاد الصليب الأحمر الكولومبي في بوغوتا على منصة “إكس” بأنه يعالج بعض السكان المتضررين من دخان الحرائق.

وأعلن الرئيس غوستافو بيترو هذا الأسبوع حالة "كارثة طبيعية" ما يسمح بتحويل أموال مخصصة لميزانيات أخرى إلى مكافحة الحرائق واحتوائها ودعا إلى المساعدة الدولية.

وعادت الحركة في مطار إلدورادو الدولي في بوغوتا إلى طبيعتها، الجمعة، بعدما أثرت قيود في اليوم السابق على 138 رحلة.

ويتوقع أن يكون يناير الحالي أكثر هذه الأشهر حرا منذ 30 عاما، وفق مديرة معهد الهيدرولوجيا والأرصاد الجوية والدراسات البيئية في كولومبيا غيسليان إيشتيفيري.

وحذرت من أن فبراير قد يشهد ارتفاعا إضافيا في درجات الحرارة ولن تهطل الأمطار قبل مارس لتساعد في "تخفيف" تداعيات الحر الشديد.

وتحقق السلطات في ما إذا كانت الحرائق متعمدة وأوقفت الشرطة 26 شخصا لارتكابهم "جرائم تتعلق بإشعال حرائق".

التغيرات المناخية

شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.

وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.

اتفاق تاريخي

وفي ديسمبر 2023، تبنت دول العالم بالتوافق أول اتفاق تاريخي بشأن المناخ يدعو إلى "التحوّل" باتجاه التخلي تدريجيا عن الوقود الأحفوري -بما يشمل الفحم والنفط والغاز- الذي يعد مسؤولاً عن الاحترار العالمي.

وأقر النص المنبثق من مفاوضات مطولة وصل خلالها المفاوضون الليل بالنهار في إطار مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 28) الذي عقد في دبي بالإمارات، بالتوافق ومن دون أي اعتراض من بين نحو مئتي دولة حاضرة في الجلسة الختامية للمؤتمر.

ودعا النص الذي تفاوض المندوبون الإماراتيون على كل كلمة فيه، إلى "التحول بعيدًا عن استخدام الوقود الأحفوري في أنظمة الطاقة، بطريقة عادلة ومنظمة ومنصفة، من خلال تسريع العمل في هذا العقد الحاسم من أجل تحقيق الحياد الكربوني في عام 2050 تماشيًا مع ما يوصي به العلم".

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية